.:: منتديات ينابيع العلم ::.
مرحباً بكم في شبكة الغريب الإسلامية
نرجوا منكم التسجيل وذلك لنستفيد منكم وتستفيدون منا
وشكراً ,,,,


مدير الشبكة / عبدالعزيز القحطاني.(Admin)
نائب المدير / عبدالرحيم الشهري.(ينبوع للعلم)
.:: منتديات ينابيع العلم ::.
مرحباً بكم في شبكة الغريب الإسلامية
نرجوا منكم التسجيل وذلك لنستفيد منكم وتستفيدون منا
وشكراً ,,,,


مدير الشبكة / عبدالعزيز القحطاني.(Admin)
نائب المدير / عبدالرحيم الشهري.(ينبوع للعلم)
.:: منتديات ينابيع العلم ::.
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


رضاكم هو غايتنا
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء

 

 خطبة خزائن الملك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin



عدد المساهمات : 124
تاريخ التسجيل : 04/03/2011
العمر : 31

خطبة خزائن الملك  Empty
مُساهمةموضوع: خطبة خزائن الملك    خطبة خزائن الملك  Emptyالإثنين مارس 07, 2011 6:51 am

إِنَّ الحَمْدَ للهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ -وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ-.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ? [آل عمران:102].
?يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا? [النساء:1].
?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا? [ الأحزاب:70-71].
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ تعَالَى، وَخيرَ الهَدْيِ<الهَدْي: السيرة والهيئة والطريقة.> هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَة.
أما بعد, عباد الله.
إن الله سبحانه وتعالى اصطفى من خلقه صفوة, جعلهم أهل القرب, وأصحاب الدنو, أعلى من قدرهم, ورفع من شأنهم, وجعلهم هم خاصته, باهى بهم باقي الخلق, وأنزلهم منزل لا يصل إليه أحد من الخلق قط, ألا وهم أولياء الله عز وجل, من الأنبياء ومن تبعهم, وملا ئكته سبحانه وتعالى, وأمر الملائكة معلوم, فإن الله عز وجل خلقهم وفطرهم وجبلهم, على ألا يعصوا الله عز وجل طرفة عين, { لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)}. [التحريم/6].
واصطفى من بني آدم صفوة, هم مخيرون بين طاعة وبين معصية, بين بر وبين فجور, بين محبة للملك وبين بُعد وغفلة, فاصطفى منهم صفوة, و ما وجد في قلوبهم إلا هو, أحبوه وأطاعوه, ونالوا منه القرب, فسارت قلوبهم خزائن الملك, ليس في قلوبهم إلا ما يحب الملك ويرضى, أحبهم ولكن أوقع عليهم بلاءاً, ربما يظن الظانّ, ويتأول المتأول, كيف يحبهم ويبتليهم؟ كيف يقربهم وينزل عليهم من المشاق؟
لو عقل العاقل, لعلم أن الله عز وجل أراد أن يباهي بهم باقي الخلق, إذ هم قبلوا أمر الله عز وجل, في جميع الأحوال, ما أمرهم بأمر إلا فعلوه, ولا نهاهم عن نهي إلا اجتنبوه, أعلى قدرهم, بصبرهم على البلاء, إذ جعل سبحانه وتعالى معيته معهم, فهم لا يخافون إلا هو, ولا يعبدون سواه, وليس في قلوبهم إلا الله, باهى بهم الخلق.
فقد روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِى صَلاَةِ الْفَجْرِ وَصَلاَةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وَهْوَ أَعْلَمُ بِهِمْ كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِى فَيَقُولُونَ تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ ». <البخاري(555),مسلم(632)>.
وَهْوَ أَعْلَمُ بِهِمْ, يعلم أنهم كذلك, أنهم أهل قرب, ليس في قلوبهم إلا أمر الملك, ولا يعرفون إلا ما أراد وأحب الرب سبحانه وتعالى.
وروى البخاري ومسلم أيضا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَوْ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه - هُوَ شَكَّ ، يَعْنِي الأَعْمَشَ - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ لِلَّهِ مَلاَئِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الأَرْضِ، فُضُلاً عَنْ كُتَّابِ النَّاسِ ، فَإِذَا، وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ)) والذكر كل ما يقرب إلى الله عز وجل, من ذكر وبابه مفتوح, من ذكر لله عز وجل, وتلاوة للقرآن, وعلم وصلاة وعبادة, ((فَإِذَا، وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إِلَى بُغْيَتِكُمْ، فَيَجِيئُونَ، فَيَحُفُّونَ بِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ اللَّهُ: أَيَّ شَيْءٍ تَرَكْتُمْ عِبَادِي يَصْنَعُونَ؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ يَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ وَيَذْكُرُونَكَ.
فَيَقُولُ : هَلْ رَأَوْنِي؟)) لما هذا الشوق؟ الذي في قلوب هؤلاء الأولياء, لما هذا الحرص على طاعة رب البريات؟ لما غالب عليهم حب الله عز وجل فوصل في القلب إلى المشاش؟ فليس في القلب إلا هو, ((فَيَقُولُ : هَلْ رَأَوْنِي؟ فَيَقُولُونَ : لاَ . فَيَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي؟)) هم على هذه الطاعات, وهذه القربات, لا يختلفون عن أمر الله عز وجل, ولا يقدمون على نهي لله سبحانه, كيف ولو رأو الملك؟ وما آمنوا به إلا بالغيب. ((فَيَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي؟ فَيَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْكَ لَكَانُوا لَكَ أَشَدَّ تَحْمِيدًا وَتَمْجِيدًا وَذِكْرًا. فَيَقُولُ : فَأَيَّ شَيْءٍ يَطْلُبُونَ؟ فَيَقُولُونَ: يَطْلُبُونَ الْجَنَّةَ. فَيَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا ؟ قَالَ : فَيَقُولُونَ : لاَ . فَيَقُولُ : فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ فَيَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا، وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا.
قَالَ : فَيَقُولُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ يَتَعَوَّذُونَ؟ فَيَقُولُونَ: مِنَ النَّارِ. فَيَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ فَيَقُولُونَ: لاَ.
قَالَ: فَيَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ فَيَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا هَرَبًا، وأشد منها خوفًا.
قال: فيقول: إني أشهدكم أني قد غفرت لهم.
قال : فيقولون : فَإِنَّ فِيهِمْ فُلاَنًا الْخَطَّاءَ ، لَمْ يُرِدْهُمْ ، إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ . فَيَقُولُ : هُمُ الْقَوْمُ لاَ يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ .)).<مسلم(2689) بلفظ إن لله تبارك وتعالى ملائكة سيارة فضلا,الترمذي(3600),أحمد(251/2)واللفظ له>.
كل هؤلاء فيهم خزائن الملك, كل هؤلاء مقربون, غفر الله عز وجل لهم بمجلس ذكر, فكيف بباقي الطاعات, وجمل القربات؟ كيف بمن استقام قلبه مع رب البريات؟ فيقولون: فَإِنَّ فِيهِمْ فُلاَنًا الْخَطَّاءَ، لَمْ يُرِدْهُمْ، إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ - رجل دخل المسجد يصلي, أو رجل دخل المسجد لطلب علم, أو رجل دخل المسجد فستروح, أراد أن ينتظر أو أن يطلب شيئاً من أخر, فقعد فاستمع إلى الموعظة, أو ذكر مع من ذكر, أو قرأ مع من قرأ, فألان الله قلبه, وغير حاله, الملَك يتعجب, هذا قد زاحم القوم وليس منهم! ما جاء المسجد, ما حضر درس علم, ما نال صلاة ما نال ذكر, ما نال قراءة قرآن, إلا لحاجة, . فَيَقُولُ الله عز وجل: هُمُ الْقَوْمُ لاَ يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ.
أيها الحبيب.
هل فكرت أن تجعل قلبك خزينة من خزائن الملك؟ لا يكون في قلبك إلا هو, أن تكون منيب, أن تجعل لنفسك خطة رشاد, تبدأ بها أمرك, من الآن إلى أن تلقى الملك, أن تكون منيب, في الحياة زحام, من طلب معاش, وطلب دنيا إلى أخره, في الحياة فتن, وبلايا ورزايا, هل جعلت لقلبك محطة يستروح فيها؟ فلا راحة لقلبك إلا مع ربك, كل ما عظمت بك وعليك الذنوب, هل فكرت في الرجوع؟ هل فكرت في الإنابة؟ هل فكرت أن لك رب؟ يرضى منك بالقليل, ويعظم لك القليل من الطاعات إلى الكثير, بل يمهلك ويسترك, يجبرك ولا يكسرك, ينادي عليك أناء الليل وأطراف النهار بالعود, وأن تملأ قلبك من محبته وطاعته, ينادي عليك, كم تمر بنا هذه الآيات؟ من رب رحيم ودود غفور, ينادي فيقول: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54)}.[الزمر/54/53].
هل فكرت أن ينيب قلبك؟ وأن ترجع لربك, وأن تعلم أن العمر لحظة, وأن المتع فيها زائلة, وأنك والله الذي لا إله غيره, ما تلذذت بلذيذة, وأنت قائم على معاصي الله, أو أنك مفرط في حقه, إلا والقلب في شتات, لا يستقيم لك أبداً, لا يستقيم قلبك إلا مع الرب, ولا يجتمع شملك, إلا وأنت مع الله, من فاته الله فاته كل شئ,ومن جمع قلبه مع الله عز وجل, فقد جمع كل شئ.
كم وقع على الأنبياء من بلايا ورزايا ومحنٍ عظامٍ؟ ينوء بحملها الجبال, فلما سكن القلب للرب, وما كان في القلب إلا هو, مرت الدنيا عليهم برداً وسلاماً, خرجوا من الدنيا بسلام, لأن القلب تلذذ بالقرب من الملك, فكل ما جاء من عند الملك مرضيٌُُ عنه, أما إذا نازع القلب الملك, وخوى إلا من حبه, حينما يصير القلب ليس فيه إلا الله نجا, وإن كان فيه غير الله هلك, ولذلك يجب على العبد أن يجعل لنفسه خطة, قبل أن يخرج من الدنيا, وما نال أعظ لذة, لذة القرب من الحبيب, والله الذي لا إله غيره, إن من قرُب من الله عز وجل لن يشقى أبداً, ولن يفقد لذة أبداً, الناس في وادٍ وقلبه في وادٍ أخر, الناس تنازعهم الدنيا في شتات, وقلبه مع الملك أمر نافذ, يحب الله عز وجل, ويرضى عنه, ولذلك أعد الله عز وجل لهم في الدنيا نعم, ألا وهي الرضا, كفاك أن ترضى بأمر الله, وكفاك أن ترضى على الله عز وجل, فلا تنازعك نفسك في مخالفة قط, أيَّاً كانت, إن نزل بك البلاء فقد نزل على من هو أفضل منك, كم نزل على إبراهيم؟ كم وقع لمن بعد إبراهيم, كموسى وعيسى ومحمد؟ وعلى الرغم من هذا, كان القلب يناجي ويتلذذ.
كان النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم, تمر به المحن, وتعظم به الخطوب, وليس له باب إلا باب الملك, يشكو إليه, ويبكي بين يديه, يسترحمه ويترضاه, كان يَقُولُ: ((يَا بِلاَلُ أَقِمِ الصَّلاَةَ أَرِحْنَا بِهَا)). <أبو داود(4985)عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِى الْجَعْدِ عن رجل صلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم >.
هل تجد راحة في الصلاة؟ تشعر أنك بين يدي الملك, إن قطعت يد, أو بترت ساق وأنت في صلاة, لا تشعر بها لأن القلب في واد والبدن في واد, تركت البدن وهام القلب مع الله عز وجل, فليس فيه سواه, وكان يقول: أي النبي صلى الله عليه وسلم ((وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاَةِ)). <النسائي"سنن"(3940),أحمد"مسند"(285/3) عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه >.
عروة بن الزبير, والقصة ثابتة, ذكرها الذهبي وجملة من أهل السير, عن عروة بن الزبير, أنه خرج إلى الشام, وكان معه غلام, فلما وصلا وكان يشتكي من ساقه, فرآها الأطباء فقالوا لآبد من بترها, وإلا وصلة الأكلة فأفسد العظم كله, فظل يحاور حتى اشتد به الألم.
فقال: اقطعوها.
قالوا لآبد من مخدر.
فقال يغيب عقلي لا, فلما اشتد به الألم, قال: إن أردتم, ففي الصلاة, وبينما هو يصلي, سحبت الساق وهو في التشهد الأخير من الخلف وقطعت, وما رُئِيَا إلا اغمضاض عينيه, فَلَمَّا قَطَعَهَا، جَعَلَ يَقُوْلُ: لَئِنْ أَخَذْتَ لَقَدْ أَبْقَيْتَ، وَلَئِنْ ابْتَلَيْتَ لَقَدْ عَافَيْتَ، وَمَا تَرَكَ جُزْءهُ بِالقُرْآنِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ. وأمسك بها, وقال: اللهم إني أحتسبك عند الله عز وجل, والله ما مشيت بك إلى خطيئة قط.<الذهبي"السير(431/430/4) بتصريف>.
كانوا يصلون, هل صلاتك كصلاة هؤلاء؟ قلبك ليس فيه إلا ربك, لا ينازعك في الصلاة أمر قط, الذي يشعر بلذة المحبة, ينتظر اللقاء, هل تنتظر لقاء ربك؟ وتعلم علم اليقين, أن بينك وبين الله عز وجل موعد, أجل أنت ملاقيه, ستلقى الله عز وجل إما برضي وإما بسخط.
أتدري أيها الحبيب, ماذا كان يفعل من سبق, حينما يأتيهم الطارق؟
الطارق الذي يطرق, يقول لهم: هناك مهلة, آن لك الرحيل, هذا الطارق قال عنه العلماء: الشيب على الرغم من أن هناك من الأطفال من يموت, ومن بعدهم يموت, ومن الشباب والكهول يموت, فالكل سيموت, ولكن جعل الله لك علامة, إذا بدا في عارضيك بعض الشيب. شعرة.{أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37)}. [فاطر/37].
وجاءكم النذير, قال ابن عباس: الشيب.< ابن كثير(556/6), القرطبي(276/7)>.
هل أعدت لنفسك خطة؟ سبيل حتى تعمر القلب, بحب الله عز وجل . نعم قد تراك في غفلة, قد تراك على معصية, قد ترى القلب بعيداً فتيأس من حالك, والله الذي لا إله غيره, إن لك رب كريم, لو طرقت بابه, بل أقول بلا طرق, لو وقفت على باب الملك لرحمك, بقليل من الانكسار, بقليل من الذل, قف بين يدي الملك, يرضى منك قليلاً من الضراعة.
أما سمعتم عن السبعة الذين يظلهم الله في ظله, يوم لا ظل إلا ظله, منهم ((وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ )). <البخاري(660),مسلم(1031)عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه >.
أوقف قلبك أمام باب الملك, انكسار راجع نفسك, أين مكانك؟ أين موضعك في هذه الحياة؟ لما خلقت؟ أخلقك الله عز وجل لطعام وشراب وكساء وملبس ومنكح؟!! لا لا, إن غيرك من الخلق يشاركونك في الخسيس, فاربأ بنفسك, واجعل في قلبك اجعل من هذا القلب خزائن للملك, فلا يكون فيه إلا إيمان عامر, يجعل الدنيا مرحلة, وانتقال من دار دنية إلى دار الخلد, إلى جنة عرضها السموات والأرض, قال عز وجل: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ }. [ق/32/31].
ما زينت الجنة, إلا لمن أناب, والمنيب هو الرجَّاع, هو الذي ليس في قلبه إلا الرب, كالسمك إن خرج من الماء مات, قد يخرج, قد يصعد, ولكن حياته في الماء, فلا حياة لعبد إلا في طاعة الله عز وجل, ربما تمر بنا غفلة, ولكن علينا دائماً أن نراجع النفس, إن راجعتها قبل الخروج من الدنيا نجوت, وإلا أنت بين يدي ملك عزيز غني, سيحسبك على مثقيل الذر.
ذكر أهل السير, أن شاباً كان ماجناً, النهار نوم, والليل سهر مع الأشرار, كان يسمر من الليل, وصخيب الأصوات مَلأَت الشارع, والناس نُوَّم, فمر رجل صالح, فسمع صوت الصخب من البيت, وكان البيت في بستان كبير, سمع الضحكات, وسمع الطرب والغناء, وسمع وسمع, فطرق الباب, خرجت جارية, فسألها هذا الرجل الصالح: صاحب هذا البيت حر أم عبد؟ فتعجبت الجارية, أما تعرف صاحب البيت؟! إنه بشر بن الحارث من خيرة شباب بغداد, هذا بشر, قال: أسألك حر أم عبد؟ قالت: بل حر, قال قد علمت أنه حر, إذ لو كان عبد ما فعل ما فعل,ثم انطلق, تلكأت الجارية, سمع بشر صوت الجارية, وبعض الأصوات من خارج البيت فخرج, وسأل الجارية: ما بك من هذا؟ قالت: رجل, ماذا يريد؟ قالت: سألني صاحب هذا البيت حر أم عبد؟ فقلت له: حر, هذا بشر بن الحارث, بهذه الكلمة أفاق بشر, انفتح القلب أنه عبد, أيقن القلب أنه لا يجب أن يكون فيه إلا الرب, لما خلا من الله عز وجل, خلا من كل شئ, فعشعش فيه الفساد والخراب, قال: أين اتجه الرجل؟ وكان بشر حافيا حاسرا, بلا نعل وبلا غطاء, أين ذهب الرجل؟ قالت: اتجه إلى هذا الجانب, وأشارت إليه, أسرع إليه بشر حافياً, ثم أمسك به, أنت الذي طرقت بابي؟ قال: نعم, ماذا تريد؟ قال: سألت عن صاحب البيت, لما سمعت صخباً وضحكاً وأصواتاً, فقلت: صاحب هذا البيت حر أم عبد؟ فقالت: حر, فعلمت أنه حر إذ أنه لو كان عبد ما خرج من بيته ما خرج, عقل بشر, علم مراد الشيخ, أن العبد لا يتحرك إلا بإذن الملك, لا تينهد إلا بإذن الملك, لا يفعل شيئاً إلا بإذن الملك, لأنه عبد, مراتب العبودية ألا يأتي من أي أمر, حركات أو سكنات, قول أو فعل إلا بإذن من الله عز وجل, وفي أمور الدنيا ربما نرى أقواماً يقفون بإذن ملك من الدنيا لا يرمشون, فالعبد إن عقل عن الله علم أنه يجب أن يكون في قلبه الرب, مهما دخل إلى القلب, لآبد أن يخرجه, إلا ما كان لله عز وجل , فقال بشر: نعم بل عبد بل عبد بل عبد, ثم سقط على الأرض ووضع خده بحذاء نعل الشيخ.
عقل بشر, وعاد وطرد الأشرار, وعكف على طاعة رب البريات, وأسلم للملك, وما لبس نعلاً قط, رغم أنه من أثرى فتيان بغداد, ما لبس نعلاً قط, حتى لقب ببشر الحافي, وسار الحفى علامة على بشر, فقيل: يا بشر ما لك لا تنتعل؟ لما لا تلبس نعلاً؟ فقال إن الحفى هو الذي صالحني عليه, الحفى أحب الحفى لأن الحفى أفاق القلب, يجب علينا أن نهز القلب هزاً, أن نحرك القلوب حتى تلين وترضى عن رب القلوب, حتى يستكين القلب مع الله عز وجل , حتى لا يكن في قلبك إلا هو, عودوا إلى ربكم واستغفروه.................
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين, والعاقبة للمتقين, ولا عدوان إلا على الظالمين, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمد عبده ورسوله..
عباد الله, قد يصعب على العبد إتمام البنيان, ولكن كلما استعان بالملك, كلما يسر له أمره, وأعانه عليه, الله سبحانه تعالى كريم, ما اقترب منه عبد إلا وقربه وأدناه, مهما عظمت ذنوبه, ومهما كثرت خطاياه, لأن الله عز وجل ما خلق الإنسان إلا تعظيماً له. {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)}. [التين/4].
تأمل صورتك وهيأتك, وانظر إلى حالك وأمرك, ترى أنك من أعظم خلق الله, هل خلقك الله عز وجل في هذه الصورة الجميلة ليشقيك؟ ليعذبك؟ لا والله, بل الله عز وجل يحبك, ولذلك أقام على هذا الخلق الحجج الدامغة, والبينات الواضحات, فلا عذر لمخلوق من بني الإنسان عند الله عز وجل, إن خرج من الدنيا وقلبه فارغ, من أمر الله عز وجل, لا عذر, أرسل الرسل وأقام الحجج, وأوضح البينات.
ولذلك روى الترمذي عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « قَالَ اللَّهُ يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِى وَرَجَوْتَنِى غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِى)) بمجرد الطلب, طلبك عند الملك مجاب, كان يقول بعض أهل العلم: هنيئاً لك يا ابن آدم, إن أردت أن تدخل على الملك, توضئت بماء بلا ثمن, ودخلت المسجد بلا حاجب, ووقفت بين يدي الملك, بينما لو أردت أن تقف بين يدي ملك من ملوك الدنيا, كم من بوابين؟ وحراس ووسائط وتحديد الحاجات؟ أما ربك فلا. ((يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِى وَرَجَوْتَنِى غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِى, يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ)) لو أن لك من الذنوب وصلت إلى السحاب. ((لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِى)) رجعت ((غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِى, يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِى بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا)) جمعت جميع الذنوب. (( ثُمَّ لَقِيتَنِى لاَ تُشْرِكُ بِى شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً )). <الترمذي(3540)>.
أين قلبك من ربك؟ ما الذي يشغلك؟ ما الذي يعطلك؟ الدنيا.
جمع الصديق من الدنيا الكثير, فلما دُعِيَا للنفقة في سبيل الله, تصدق بماله كله, فأغناه الله من فضله.
قال أبو بكر ـ لما اختضر ـ لعائشة رضي الله عنها : يا بنية إنا ولينا أمر المسلمين فلم نأخذ دينارا و لا درهما و لكنا أكلنا من جريش طعامهم في بطوننا و لبسنا من خشن ثيابهم على ظهورنا و إنه لم يبق عندنا من فيء المسلمين قليل و لا كثير إلا هذا العبد الحبشي و هذا البعير الناضح و جرد هذه القطيفة فإذا مت فابعثي بهن إلى عمر. <تاريخ الخلفاء السيوطي(72/1) وعزاه إلى ابن ابي الدنيا>.
عثمان جمع الدنيا, وكان صاحب تجارات وأموال, سخرها في سبيل الله عز وجل, من يجهز جيش العسرة ؟ فجهز الجيش عثمان, بأحماله وأقتابه.
من يشتري بئر رومه, من رجل يهودي, فاشتراها عثمان, وظل مع اليهودي إلى أخر رمق, حتى اشترى البئر كاملة.
من كابن عوف, الذي جمع من الأموال ومن الدنيا الكثير, فجلس يوماً فذكر حاله الأول, ذكر الفقر والشدة, ذكر الدنيا وإدبارها, ذكر أنه وصل إلى المدينة وما معه شئ يذكر, ذكر مصعب بن عمير, وذكر حمزة, وذكر هؤلاء الذين سبقوا, وكان صائماً والطعام أمامه, ظل يبكي وقال ارفعوا طعامكم, (( فَقَالَ قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي كُفِّنَ فِي بُرْدَةٍ إِنْ غُطِّيَ رَأْسُهُ بَدَتْ رِجْلَاهُ وَإِنْ غُطِّيَ رِجْلَاهُ بَدَا رَأْسُهُ وَأُرَاهُ قَالَ وَقُتِلَ حَمْزَةُ وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي ثُمَّ بُسِطَ لَنَا مِنْ الدُّنْيَا مَا بُسِطَ أَوْ قَالَ أُعْطِينَا مِنْ الدُّنْيَا مَا أُعْطِينَا وَقَدْ خَشِينَا أَنْ تَكُونَ حَسَنَاتُنَا عُجِّلَتْ لَنَا ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي حَتَّى تَرَكَ الطَّعَامَ .)). <البخاري(1275)سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ وهو بن عبد الرحمن بن عوف>.
فوصلت له قافلة بعد يوم أو يومين, ارتجت لها المدينة, فخرج على أهل المدينة, وقسمها على فقراء المدينة جميعاً.
خزائن الملك قلبك, إن عمرته بالطاعات والقربات, سموت وعلوت, وإن نزلت وتتافهت وتسافهت, وكنت هملاً بين الخلق, لا وضع لقلبك عند ربك, كان حال هذا أخس من البهيمة, رغم حسن الوجه, وعظم الصورة, وارتفاع المنزل, إلا أن الله عز وجل كريم, ما أراد إلا من أقبل عليه, قال سبحانه {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)}. [الأعراف/179].
كالبقر والجاموس والأغنام والماعز {أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ}.
لأنه ما عرف الله, ليس في قلبه الله عز وجل, يعيش في الدنيا كالسائمة, يخرج من الدنيا ما يظن أن بينه وبين الله لقاء, فإذا به خرج من الدنيا, فلان مات, أين ذهب؟ هل فكرنا عند كل جنازة هذا الذي يحمل على الأعناق, أين منزله بعد ساعات؟ أفي روضة من رياض الجنة؟ أم في حفرة من حفر النيران؟ أحبائه أبنائه إخوانه فيما يفكرون؟ ما أظن أنهم يفكرون إلا في الميراث, كم ترك؟ وكم خلف؟ وكم وكم وكم؟ ثم ذهب إلى أُمه الهاوية.
أيها الأحباب, قلبك هو خزائن الملك, فعمره بالطاعات والقربات, وأقبل على ربك, لك رب كريم, لك رب جواد, لك رب رحيم.
روي البخاري عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِى وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِى بِشَىْءٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِى يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِى يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِى يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِى يَمْشِى بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِى لأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِى لأُعِيذَنَّهُ".<البخاري(6502)>.
((قَالَ مَنْ عَادَى لِى وَلِيًّا)) ليس الأمر أنك محفوظ محروس في الجنة فقط, لا بل في الدنيا محفوظ محروس, يقول الرب ((قَالَ مَنْ عَادَى لِى وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ))ربنا عز وجل يهدد كل من عادى عبدً للملك,((وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِى بِشَىْءٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ)) لا يريد ربك منك إلا ما أمرك فقط, إلا ما افترضته عليه, فإن أردت أن تدخل على الملك, وتنال درجة الدنو, فعليك بما بقي. ((وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ )) بالنوافل يأتي الجاهل يقول: يا شيخ سنة أم فرض, الله المستعان, سنة أم فرض, لن ثم لن, لن تنال درجة المحبة, إلا أن يمتلأ قلبك بحب الله عز وجل, حباً تاماً, وبمتابعة رسولك متابعة تامة, إذ من علامات المحبة الإتباع. { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي}. [آل عمران/31].
سنة أو فرض, مجرد الاتباع.
أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ - رضى الله عنه - يَقُولُ إِنَّ خَيَّاطًا دَعَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِطَعَامٍ صَنَعَهُ ، قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَذَهَبْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى ذَلِكَ الطَّعَامِ ، فَقَرَّبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خُبْزًا وَمَرَقًا فِيهِ دُبَّاءٌ وَقَدِيدٌ ، فَرَأَيْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ مِنْ حَوَالَىِ الْقَصْعَةِ - قَالَ - فَلَمْ أَزَلْ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ مِنْ يَوْمِئِذٍ". <البخاري(2092),مسلم(2041)>.
من أحب تابع, ادعاء المحبة بلا متابعة كذب,((وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ)) ربك ربك الذي يحبك,((فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ)) ارتقاء وعلو, ليس بصلوات, أو ببعض صدقات وزكوات, أو بعمرة أو حج, تقول: وصلت لا ((وَمَا يَزَالُ)) نمو مستمر ((فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِى يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِى يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِى يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِى يَمْشِى بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِى)) الملك جعل مطلبك عنده منفَّذ, بمجرد أن تسأل, بمجرد أن تطلب.
« إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ ». <البخاري(2806,2703، 4499 ، 4500 ،4611 ، 6894), مسلم(1675)عن أنس رضي الله عنه >.
ليس طلب فقط, بل يقول والله لتفعلن كذا, لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ.
ألا ترون إلى موسى عليه السلام, لما نال درجة المحبة, ألقى الألواح في الأرض, كلام الله عز وجل الذي كتبه بيده, وأمسك بلحية نبي وبرأسه, وجره وأقعده في الارض, كل ذلك غفر له, لأنه وصل ونال منزلة المحبة,
((كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِى يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِى يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِى يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِى يَمْشِى بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِى لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِى لأُعِيذَنَّهُ))
لو فكرنا في هذه الكلمات, وكل منا الآن أعد لنفسه خطة إنابة, أن يجعل بينه وبين الرب باباً لا يغلق أبداً, مهما كانت ذنوبك, ومهما كانت معاصيك, أطرق الباب, سيغفر ذنبك, ويقيل عثرتك, ويمحي خطاياك, ويقربك إليه ويدنيك.
أسأل الله بأسمائه وصفاته, أن يرحمنا برحمته, اللهم اغفر ذنوبنا, اللهم اغفر ذنوبنا, وامحو خطايانا, اللهم حبب إلينا الإيمان, وزينه في قلوبنا, وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان, اللهم إنا نسألك الجنة, وما يقرب إليها من قول أو عمل, ونعوذ بك من النار, وما يقرب إليها من قول أو عمل .............وأقم الصلاة
تقبل الله من شيخنا وبارك فيه وانفع به.. آمين آمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yana.own0.com
 
خطبة خزائن الملك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خطبة لا إله إلا الله مفتاح الجنة لشيخنا صلاح الدين بن عبد الموجود

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
.:: منتديات ينابيع العلم ::. :: منتدى زاد ينابيع العلم :: تفــــريغ المحاضرات والدروس العلمية-
انتقل الى: